مياه تنورين: حماية للمستهلك أم إستهداف سياسي؟

مياه تنورين: حماية للمستهلك أم إستهداف سياسي؟

  • ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
  • تيريزا كرم

هل شرف الطائفة المسيحية ووجودها وصمودها في هذا الشرق مرتبط بعبوة مياه؟

تحوّل قرار وزارة الصحة اللبنانية بتوقيف شركة مياه تنورين عن العمل إلى قضية أبعد من ملف صحي، بعدما أشعل النقاش على مواقع التواصل وفتح باب الاتهامات الطائفية والسياسية. ناشطون اعتبروا أنّ الإستهداف موجّه ضد المسيحيين، فيما ذهب آخرون إلى ربط القرار بالحزب التقدمي الإشتراكي عبر وزير الزراعة نزار هاني.
فقد أشار بعض المعلّقين إلى أنّ شركة أكوافينا التابعة لشركة بيبسي  لبنان، والمملوكة من الشيخ وليد عساف المقرّب من وليد جنبلاط، تسعى إلى منافسة «تنورين» بوسائل غير شريفة، معتبرين أنّ الوزير هاني استغل غياب وزير الصحة لإصدار القرار.
ليرد وزير الزراعة نزار هاني ويؤكد أنّ «وزير الصحة كان مصراً على إصدار القرار اليوم، بهدف ضمان جودة المياه في الأسواق اللبنانية وعدم تعريض المستهلكين لأي مخاطر صحية»
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت عن وقف مؤقت لإنتاج مياه «تنورين» وسحبها من الأسواق، بعد فحوص مخبرية أظهرت عينات غير مطابقة للشروط الصحية. وأوضح هاني أنّ القرار هدفه حماية المستهلكين وضمان جودة المياه، مؤكداً أنّه لا يعني إقفالاً دائماً بل إجراء مؤقتاً حتى تصحيح الوضع.
في المقابل، ردّت الشركة سريعاً عبر مؤتمر صحافي لرئيسها جورج مخّول اليوم  الذي شرب أمام الإعلام من زجاجة «تنورين»، مؤكداً أنّ العينات لم تُسحب وفق الأصول ولا بحضور ممثل عن الشركة، ما يجعل النتائج غير دقيقة ولا تصلح كأساس لقرار بهذا الحجم. وأضاف أنّ «تنورين» لم تُبلّغ رسمياً، بل علمت بالأمر عبر وسائل التواصل.
الشركة شدّدت على أنّها تخضع دورياً لفحوص رسمية أثبتت دائماً مطابقة مياهها للمواصفات، مؤكدة تمسّكها بحقها القانوني في الدفاع عن سمعتها، وأنّها شريك للدولة وليست خارجها.
وبين من سارع إلى التخلص من قوارير «تنورين» خوفاً من البكتيريا، ومن اعتبر القضية حملة سياسية وطائفية مكشوفة، يبقى السؤال: هل القرار إجراء صحي بحت لحماية المستهلك، أم أنّ «تنورين» وقعت ضحية صراع سياسي – طائفي جديد في لبنان؟
تبقي كلمة الفصل للقضاء اللبناني