هل بدأ التنفيذ؟ ضربة الجيش اللبناني تربك الحزب
هل بدأ التنفيذ؟ ضربة الجيش اللبناني تربك الحزب
الأسئلة الكبرى تبدأ الآن، هل الضربة مقدمة لتفكيك شامل للشبكات غير الشرعية هل حصل الجيش على غطاء سياسي وربما دولي للتحرك بهذا الشكل؟ وهل تتكرر هذه الضربات في الجنوب وبيروت قريبًا؟
الأكيد أنّ لبنان دخل مرحلة حساسة، عنوانها: لا سلاح خارج الشرعية… ولا مظلة فوق أحد.
في تطور غير مسبوق، خرجت الحكومة اللبنانية من اجتماعها أمس بقرار وصفه مراقبون بـ«التاريخي»: رئيس الحكومة نواف سلام أعلن أنّ الجيش اللبناني كُلّف بإعداد خطة كاملة لنزع سلاح حزب الله، تُقدَّم قبل الأول من أيلول، وتُنَفّذ على مراحل تبدأ من الجنوب، ثم بيروت، فالبقاع، على أن تنتهي العملية قبل نهاية هذا العام. بالتوازي، ستلتزم إسرائيل بالإنسحاب التدريجي من المواقع الحدودية فور انتهاء الدولة من تنفيذ النزع الكامل.
القرار فاجأ حزب الله، وأربكه سياسياً. لكنه لم يكن الصدمة الوحيدة.
ضربة مركّزة من الجيش… والرسائل تتعدّى الحدود
في صباح السادس من آب، أعلن الجيش اللبناني مسؤوليته عن تنفيذ ضربة بطائرة مسيّرة في البقاع استهدفت سيارة لثلاثة من آل زعيتر، قالت عنهم الأجهزة الأمنية أنّهم من كبار تجّار المخدرات، وينتمون لعشيرة لطالما كانت مرتبطة عضوياً بحزب الله، سواء من خلال التهريب، أو من خلال توفير غطاء إجتماعي وأمني لنشاطاته غير النظامية في المنطقة.
من بين القتلى، برز إسم علي منذر زعيتر، الملقب بـ«أبو سلة»، وهو أحد أخطر المطلوبين في ملفات المخدرات، وصاحب سجل حافل بمذكرات التوقيف. عُرف بأساليبه الذكية في التهريب، وعلاقاته الوثيقة بشبكات النفوذ الحزبي والعشائري، وكان يشكّل حلقة مفصلية في منظومة التهريب والتغطية التي اعتمدت عليها بعض الجهات المسلحة في البقاع. سقوطه اليوم لا يُعد مجرد عملية أمنية، بل رسالة بأنّ زمن الحصانات انتهى.
بهذا الإعلان، تكون المؤسسة العسكرية قد فتحت الباب على مرحلة جديدة: مرحلة الضربات الوقائية ضد الشبكات الخارجة عن القانون التي تشكل بيئة داعمة للحزب، ومصدرًا رئيسيًا لتمويله وتجذّره.
هل بدأ الجيش فعليًا تنفيذ القرار الحكومي؟
الضربة لم تكن عسكرية ضد مواقع تابعة لحزب الله، لكنها استهدفت مفصلًا حساسًا في بنيته الخلفية. الرسالة واضحة: لا خطوط حمراء بعد اليوم، لا على التحالفات العشائرية، ولا على المربعات الأمنية. ومن الآن، لن تُمَيَّز «البيئة الحاضنة» عن «الذراع المسلحة».في المقابل، يلتزم حزب الله الصمت. لا تعليق على قرار مجلس الوزراء، ولا على الضربة. لكن الصمت في قاموس الحزب ليس إلا لحظة ما قبل الرد… أو الانكفاء.
الأسئلة الكبرى تبدأ الآن، هل الضربة مقدمة لتفكيك شامل للشبكات غير الشرعية هل حصل الجيش على غطاء سياسي – وربما دولي – للتحرك بهذا الشكل؟ وهل تتكرر هذه الضربات في الجنوب وبيروت قريبًا؟؟
الأكيد أنّ لبنان دخل مرحلة حساسة، عنوانها: لا سلاح خارج الشرعية… ولا مظلة فوق أحد.