٥ آب ٢٠٢٥: يوم يُعيد كتابة المعادلة؟

٥ آب ٢٠٢٥: يوم يُعيد كتابة المعادلة؟

  • ٠١ آب ٢٠٢٥
  • أنطوني سعد

ما يسعى إليه الرئيس عون قد يكون محاولة لتفادي الصدام أو لكسب وقت إضافي. لكن كما أثبتت التجارب السابقة، حين ترفض القوى الفاعلة إتخاذ القرار، يأتي به الآخرون بدلًا عنها وبأدواتهم الخاصة.

في الأيام التي تسبق جلسة الخامس من آب المفصلية، يتحرّك رئيس الجمهورية جوزيف عون في محاولة أخيرة لتعديل مسار المواجهة التي تلوح في الأفق. المشروع المطروح ليس سوى محاولة لتليين مبادرة الموفد الأميركي توم براك، التي تنصّ على نزع سلاح حزب الله بين ١٥ آب و١٥ تشرين الثاني، منطقة تلو أخرى، مقابل إنسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من النقاط التي يحتلها ووقف الغارات الجوية على لبنان.

لكن حزب الله ومعه إيران يرفضان مبدأ النزع، ويرفضان أكثر أن يُفرض عليهما جدول زمني خارجي. في هذا السياق، تواترت معلومات عن طرح لرئيس مجلس النواب نبيه برّي يقضي بإنشاء إدارة مشتركة بين قيادة الجيش اللبناني وقيادة حزب الله العسكرية، تكون مهمتها وضع الجدول الزمني داخليًا وبالتفاهم بين الطرفين. برّي لا يطرح هذا الإقتراح فقط وفق المعلومات المتداولة ،بل يمارس ضغوطًا واضحة على الحكومة للقبول به وتبنّيه كحل «توافقي» لتفادي الانفجار.

لكن هل يكفي ذلك؟ الجواب المختصر: لا

كما أنّ سيناريو شبيه عرضه برّي على توم براك أثناء زيارته الأخيرة الذي استمهل للرد و خرج من مكتب برّي ليؤمن إتصال بواشنطن و ما هي إلا دقائق معدودة حتى عاجل برّي برفض طلبه و أنّ المهلة القصوى هي ٣١/١٢ /٢٠٢٥ الامر الذي لم يلاقِ إستحسان و موافقة برّي.

لا إسرائيل ستقبل بجدول زمني يصاغ بالتفاهم مع الحزب، ولا القوى الدولية المؤيدة للنزع الكامل سترضى بترك المسألة في يد الطرف المسلّح. كما أنّ الجهات الداخلية الداعمة للنزع الفوري تعتبر هذا الطرح التفافًا ناعمًا على مطلب سيادي واضح.

الواقع يشي بتكرار سيناريو مألوف. ففي عام ٢٠١٩، طلب المجتمع الدولي إصلاحات اقتصادية جديّة من لبنان. لكن السلطة آنذاك ماطلت، إستهلكت الوقت، وقدّمت بدائل هزيلة، فكانت النتيجة إنهيارًا إقتصاديًا شاملًا.

اليوم، تعود اللعبة ذاتها. بدل الإصلاح المالي، بات المطلوب نزع السلاح. وبدل التلكؤ السياسي، نشهد إلتفافًا أمنيًا. لكن النتيجة قد تكون أشد قسوة.

المرحلة المقبلة مرشحة لانفجار سياسي وربما أمني. من خلاف داخلي بين الجيش والحزب حول تنفيذ الإتفاق، إلى تصعيد إسرائيلي على الضاحية والجنوب، مرورًا باحتمال دخول دمشق على خط النار، كل السيناريوهات باتت واردة.

ما يسعى إليه الرئيس عون قد يكون محاولة لتفادي الصدام أو لكسب وقت إضافي. لكن كما أثبتت التجارب السابقة، حين ترفض القوى الفاعلة إتخاذ القرار، يأتي به الآخرون بدلًا عنها وبأدواتهم الخاصة.