عندما تعلو رايات المذاهب.. يُصلب مسيحيو الشرق

عندما تعلو رايات المذاهب.. يُصلب مسيحيو الشرق

  • ٢٣ تموز ٢٠٢٥
  • كاسندرا حمادة

مسيحيو الشرق من شركاء في بناء التاريخ إلى أهداف مباحة في زمن الإنهيار .

هذا الشرق الأوسط بلا مسيحييه، كأنّه يكتب شهادة وفاته المُعلنة. حيث كل ما يحدث من  تفجير، ودمار، وهجومات إرهابية، وكلّ ما يتعرّض له المسيحيون في هذه البقعة الجغرافية، ليس إلاّ تكرارًا لفصلٍ  يتجدّد بعنوان جديد في الشرق الاوسط. ماحدث في العراق من تهجير وقتل، منذ العام 2003، وما يحدث اليوم في سوريا من استهداف وترويع للأقليات، يدفع ثمنه مسيحيو هذه المناطق،  في غياب دولة المواطنة، حيث تعلو رايات الطوائف على راية الوطن، فتحوّّل المسيحيين من شركاء في بناء التاريخ إلى أهدافٍ مباحة في زمن الإنهيار. أحداث العراق منذ  عام 2003، أرغمت المسيحيين على الهجرة، والخوف اليوم حول من تبقّى من مسيحيين في الشرق لا سيما  بعد الأحداث الأخيرة في فلسطين وسوريا.. 
إستهداف  كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة منذ أيام أدّى إلى إصابة كاهن الكنيسة الأب غابرييل رومانيلي ومقتل ثلاثة أشخاص, تفجير كنيسة مار الياس في دمشق، في هجوم إرهابي أدّى إلى مقتل العشرات. مجزرة مروّعة في السويداء  راح ضحيتها نحو عشرين شهيدًا من عائلة واحدة،  منهم  القسّيس خالد مزهر. تخريب وإحراق أجزاء من كنيسة مار مخايل في بلدة الصورة الكبيرة في ريف السويداء في سورية بعد دخول عناصر العصابات الارهابية إلى البلدة الهجوم على  حشد من المسيحيين السريان خلال احتفالهم بعيد أكيتو وسط  محافطة دهوك مع بداية العام. أحداث تحاكي مأساة المسيحيين في الشرق الأوسط، نتيجة حروب سياسية لا تعنيهم  وإن تنكّرت بلباس ديني فقد  تتقاطع فيها التحديات الديموغرافية والثقافية والسياسية والإقتصادية.  وعلى ما يبدو، بعد مجزرة العراق ، دقت ساعة سوريا، فقبل عام  2011، قُدّر عدد المسيحيين السوريين بنحو 1.5 مليون، أما اليوم فلا يتعدّى عددهم 300 ألف.، ليزيد الخوف حول مصيرم أيضاً مع تسلّم سلطة الجديدة البلاد. واليوم لم يتبقَّ من سكان المشرق المسيحيين ، سوى 2.5 مليون من أصل 105 ملايين نسمة أي ما يعادل 2.3% فقطن بحسب الأرقام الأخيرة. لكن الأرقام لن تغيّر التاريخ، إذ عُرف سابقاً أنّ المسيحيين هم الأكثرية الأوتوكتونية في المنطقة، وعلى هذه البقعة، رسموا ملامح لا تجتزأ من هويتهم، من أنطاكيا إلى سائر المشرق حيث أقدم كنيسة هنا. ويبقى السؤال الأهم، إلى متى سيتسمرّ المسيحيون بدفع ثمن صراعات ليس لهم أي علاقة بها، وأين كل من المرجعيات الروحية الكبيرة ودورهم في  دقّ ناقوس الخطر؟!!