لبنان يشهد أسوأ جفاف في تاريخه!
لبنان يشهد أسوأ جفاف في تاريخه!
تراجع الأمطار وغياب خطط المعالجة، وتدهور البنى التحتية قد يؤدي الى أزمة مائية غير مسبوقة
إنخفض منسوب المياه في أكبر خزانات لبنان على نهر الليطاني إلى أدنى مستوياته، في ظلّ ما وصفه الخبراء بأسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد على الإطلاق. إذ إنّ التدفقات على بحيرة القرعون خلال موسم الأمطار هذا العام لم تتجاوز 45 مليون متر مكعب، وهي كمية غير كافية من المتوسط السنوي البالغ 350 مليوناً. مع العلم أنّ تدفقات العام الماضي لم تتجاوز 230 مليون متر مكعب.
وتمدّد الجفاف يعود الى عاملين، الأمل إنخفاض نسبة المتساقطات في شتاء ٢٠٢٤ - ٢٠٢٥، والعامل الثاني، الضغط على استجرار المياه الجوفية.
فضلاً عن الإحترار المناخي، وتغيّر أنماط الطقس، قد ساهما أيضاً في تواتر مواسم الجفاف وارتفاع درجات الحرارة. مما أدى إلى تضاؤل نسبة رطوبة التربة، وتراجع التغذية الطبيعية للخزانات بالمياه الجوفية.
ومع ذلك لا تزال هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للتخفيف من حدة الأزمة المائية
بدءًا من معالجة الأسباب المتراكمة المتعلقة بسوء إدارة الموارد المائية، والإهمال المزمن للبنى التحتية، من إعادة ترشيد الإستهلاك وحماية الخزانات الجوفية، الى صيانة وتجديد شبكات توزيع المياه، بحيث إنّ الهدر الناتج عن الأنابيب القديمة يفوق 50% في بيروت ويتجاوز 65% في القرى. في الوقت الذي يخسر فيه لبنان بشكل عام أكثر من 50% من تدفقات المياه.
أمام هذا الواقع من الضروري اللجوء إلى ترشيد إستهلاك المياه بأساليب مدروسة تضمن توزيعًا عادلًا
بدلاً من حرمان سكان المدن والقرى من المياه عبر تطبيق سياسات تقنين قاسية.