لبنان اليوم.. العيون شاخصة إلى رفح وميقاتي وضع الكرة في ملعب مجلس النواب

لبنان اليوم.. العيون شاخصة إلى رفح وميقاتي وضع الكرة في ملعب مجلس النواب

  • ٠٦ أيار ٢٠٢٤

للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر 2023، تُسمع أصوات مفرقعات لا القذائف في سماء غزَّة. هدنة مرتقبة ستؤثّر حتماً على الجبهة اللّبنانية، إن وافق نتنياهو كما وافقت الحركة.

تدخل حرب غزة شهرها الثامن غداً. وهي أطول الحروب الإسرائيلية منذ تأسيس الكيان في العام 1948. وهي حرب استنزاف للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، وللبنان أيضاً الذي سرعان ما دخل على خط الحرب عبر «حزب الله»، ودفع أثماناً باهظة، انطلاقاً من رغبة الحزب ، في فتح جبهة مساندة لغزَّة و«حماس» على حدّ قول أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله. 
واليوم، خطت إسرائيل خطوة خطيرة في مدينة رفح الجنوبية، في القطاع الذي دُمِّر أكثر من 75% منه، بحسب آخر الدراسات. وقد ألقت القوات الإسرائيلية مناشير على مدينة رفح، آخر قلاع الفلسطينيين، تطالب فيها المدنيين بالنزوح جنوباً نحو منطقة المواصي المتاخمة للحدود المصرية، وذلك تمهيداً لقيام إسرائيل بعملية في رفح ضدّ من تصفهم «بالإرهابين» القابعين هناك. وتدعو المناشير 100 ألف شخصاً للمغادرة الفورية وإخلاء أماكن سكنهم. وفي وقت، وصف البعض هذه الخطوة بضغط إسرائيلي على «حركة حماس» لقبول مقترح وقف إطلاق النار. وبالفعل وافقت الحركة على مقترح وقف إطلاق النار الأخير، بعد ساعات من إلقاء المنشورات الإسرائيلية والتي استتبعتها إسرائيل بقصف مكثّف على رفح لبعض الوقت. 
فقد أبلغ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، رئيس وزراء قطر ورئيس المخابرات المصرية، موافقة الحركة على بنود المقترح الأخير لوقف إطلاق النار، الذي تمّ التباحث في تفاصيله في القاهرة. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أجرى إتصالاً مطولاً مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حول الهجوم على رفح، ومغبَّة ذلك، حيث اعتبرت واشنطن صباحا أنّ ما نشره الجيش الإسرائيلي، يُعدّ تخطٍ جديد لدورها ولموقفها المتكرر لإسرائيل. 
ورغم ذلك، يبدو أنّ خطوة اليوم كانت بهدف حَشر حركة حماس لقبول مقترح وقف إطلاق النار الذي يتضمّن تحرير رهائن. ولكن لبنانياً، كان التفاعل مع تطورات رفح اليوم جدير بالمتابعة ، بحيث يُروّج الإعلام الإسرائيلي الموالي لنتنياهو فكرة مفادها أنّ نتنياهو سوف يفتح الجبهة الشمالية على مصرعيها بعد الإنتهاء من تدمير كتائب القسام المُتبقية في غزة، وهي بطبيعة الحال موجودة في رفح. 
لذلك، تبقى العين على التطورات في رفح للتكهن بما سيحصل في لبنان، رغم صدور بعض المواقف من وقت لآخر عن حكومة الحرب الإسرائيلية توضح فيها أنَّ تل أبيب لا تربط بين رفح وجبهتها الشمالية مع لبنان. 
وفي هذا السياق، لم تهدأ الجبهة اللبنانية اليوم، بعد مجزرة الأمس التي راح ضحيتها أربعة مدنيين. لقد ردَّ حزب الله باستهداف كريات شمونة لتكر سبحة القصف المتبادل. 
ومحلياً أيضاً، مواقف جديدة حول الإقتراح الأوروبي الرامي إلى تقديم هبة الى لبنان  بقيمة مليار يورو لإدارة ملف النازحين، وفيما الأنظار تتّجه إلى جلسة لمجلس الوزراء للتباحث في هذا المقترح الذي تتهم فيه «المعارضة» ميقاتي، بالتفريط بحق لبنان وتقاضي ثمناً دولياً للسكوت، وضع ميقاتي اليوم الكرة في ملعب رئيس مجلس النواب نبيه بري. إذ طلب ميقاتي من رئيس مجلس النواب تحديد جلسة في مجلس النواب لمناقشة المقترح الأوروبي لحل أزمة النزوح، والهبة، وسط الإتهامات التي طالت ميقاتي من بعض الوزراء في حكومته، حول قبول رشوة لإبقاء النازحين. 
فهل ستنجح الكتل السياسية بتبديد الصفقة الأوروبية؟ وماذا عن رفح؟ هل سيكون الجنوب اللبناني من بعدها؟ أسئلة، أجوبتها لا تزال غامضة.