بين «MK» المعلّقة فوق العاصمة والمناورات على الحدود… لبنان على شفير الإنزلاق الى الحرب
بين «MK» المعلّقة فوق العاصمة والمناورات على الحدود… لبنان على شفير الإنزلاق الى الحرب
بينما يتابع اللبنانيون بقلق كل حركة في السماء، تدور في الجنوب والحدود الشمالية إستعدادات تُذكّر ببدايات حرب تموز، لكن هذه المرة وسط صمت دولي وتراخٍ حكومي، وكأنّ الجميع ينتظر الشرارة الأولى.
منذ أكثر من أربعة أيام، يعيش اللبنانيون على وقع طنين الطائرات المسيّرة الإسرائيلية من نوع «MK» التي لم تغادر سماء بيروت. كل الأنظار «مركّزة» على هذه الطائرات التي تحلّق فوق العاصمة بلا انقطاع، وعلى تصريحات رجل الأعمال الأميركي – اللبناني توم باراك التي زادت القلق الشعبي والسياسي. لكن خلف هذه الضوضاء الإعلامية، هناك حدث أخطر يجري بصمت في الجولان: تدريب عسكري واسع النطاق يُحاكي إجتياحاً كاملاً للجنوب اللبناني.
هذا التدريب الذي استمر أسبوعاً كاملاً شاركت فيه وحدات برية وجوية ومدرّعات إسرائيلية، وانتهى بتصريح واضح من رئيس الأركان الإسرائيلي خلال زيارته للحدود الشمالية قال فيه: «رفع الجاهزية للحرب»، وفق ما نقلته قناة الجديد. هذه العبارة القصيرة كانت كافية لتؤكد أنّ المناورات لم تكن مجرد تمرين دفاعي بل استعداد فعلي لسيناريو عسكري وشيك.
في الداخل اللبناني، إزدادت المخاوف بعد معلومات من مصدر محلي في حزب الله تشير إلى أنّ القيادة العليا طلبت من الشخصيات البارزة مغادرة الضاحية الجنوبية والبقاع كإجراء إحترازي. هذا القرار يتقاطع مع التحركات الجوية المكثّفة في البقاع الغربي ومنطقة راشيا، حيث رُصدت أسراب كبيرة من الطائرات المسيّرة قرب الممرات المؤدية إلى جبل الشيخ، المنطقة التي تعتبرها تل أبيب «الحاسمة» في أي مواجهة مقبلة.
أما تصريحات توم باراك فقد أعطت بُعداً سياسياً إضافياً للتصعيد، إذ اعتُبرت بمثابة انتقاد مباشر للحكومة اللبنانية بسبب فشلها في نزع سلاح حزب الله، ما جعلها تُقرأ في بيروت كرسالة من دوائر القرار الأميركية والإسرائيلية بأنّ لبنان يتحمّل مسؤولية أي حرب مقبلة بسبب «عجز الدولة عن ضبط السلاح».
ورغم التفاؤل المؤقت بعد «إتفاق غزة»، إلا أنّ التطورات المتلاحقة تُظهر أنّ الهدوء كان مؤقتاً. فبين المسيّرات في السماء والمناورات في الجولان والتصريحات المتصاعدة، يبدو أنّ كل المؤشرات تدفع في اتجاه واحد: المنطقة تقترب من لحظة الإنفجار.
اليوم، بينما يتابع اللبنانيون بقلق كل حركة في السماء، تدور في الجنوب والحدود الشمالية إستعدادات تُذكّر ببدايات حرب تموز، لكن هذه المرة وسط صمت دولي وتراخٍ حكومي، وكأنّ الجميع ينتظر الشرارة الأولى.

