سماعة تكشف أمراض القلب قبل فوات الأوان

سماعة تكشف أمراض القلب قبل فوات الأوان

  • ٠٣ أيلول ٢٠٢٥
  • كلاريتا شمعون

بعد 200 عام على اختراعها، السماعة الطبيّة تولد من جديد بواسطة الذكاء الإصطناعي.

على الرغم من التطور الهائل في مجال الطب، بقيت تصاميم السماعة الطبية وأدواتها بسيطة نسبيًا منذ اختراعها في العام 1816.

إذ إقتصرت على السماعة التقليدية للإستماع إلى أصوات القلب والرئتين، معتمدة بشكل كبير على مهارة الطبيب في التمييز بين الأصوات الطبيعية والعوارض المرضية.

 

اليوم، تغيرت قواعد اللعبة تمامًا بفضل دمج الذكاء الإصطناعي مع هذه الأداة المتعارف عليها. فالجهاز الجديد لا يكتفي فقط بتسجيل الصوت، بل يحلل البيانات فورًا، ليقدّم للطبيب تشخيصًا شبه فوري يساعده على إكتشاف أمراض القلب قبل أن تتطور إلى مراحل متقدمة وخطيرة.

 

هذا الإنجاز جاء بعد أكثر من 200 عام على إختراع السماعة الطبية. حيث طوّر فريق طبي وتقني في بريطانيا نسخة حديثة من السماعة الطبية مزودة بذكاء إصطناعي متقدم. هذا الجهاز الجديد يقوم بتحليل أصوات القلب في وقت قياسي، ليكشف بدقة عالية عن أمراض القلب الخطيرة التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.

وأثبتت التجارب السريرية التي شملت أكثر من 12 ألف مريض، أنّ هذه التقنية تفوقت بشكل ملحوظ على الطرق التقليدية في كشف أمراض القلب، ما يفتح آفاقًا جديدة لتشخيص مبكر وأكثر دقة، ويساعد الأطباء في إتخاذ قرارات علاجية سريعة وفعالة.

 

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسات أخرى تدعم فعالية الذكاء الإصطناعي في أبحاث حديثة نشرها مركز «جون هوبكنز» أنّ إستخدام الذكاء الإصطناعي في تحليل أصوات القلب يمكن أن يقلل من نسبة التشخيص الخاطئ بنسبة تصل إلى 30%، كما يُسرّع من عملية الكشف بنسبة 40%.

كذلك، أكدت دراسة نشرتها مجلة « The Lancet Digital Health »  أنّ أدوات الذكاء الإصطناعي المدمجة مع السماعات الطبية تقلل من الحاجة الى الفحوصات المكلفة.

 

بهذا التطور، تتحول السماعة الطبية من أداة بسيطة تعتمد على خبرة الطبيب إلى جهاز ذكي يمكنه أن ينقذ آلاف الأرواح بكشف مبكر ودقيق.