بالفيديو: هيدا أنا.. روان الشامي: «صلعاء أقف أمام الناس كما أنا»

بالفيديو: هيدا أنا.. روان الشامي: «صلعاء أقف أمام الناس كما أنا»

  • ٢٤ آب ٢٠٢٥
  • إلياس معلوف

يحاول البعض السخرية مني بسؤالي إن كنت أملك ربطة شعر أو «ماسكارا»، فأكتفي بالضحك ولا أهتم

ربما تكون النظرة للشَعر عابرة للثقافات والأزمنة بين النساء، لطالما هو رمزً للأنوثة والجمال وتعبير عن الهوية، ووسيلة لتعبّر المرأة عن أسلوبها وجاذبيتها. ماذا إن كان الوضع معكوساً، بما تشعر المرأة عندما تفقد هذه الهوية الأنثوية. ففي هذا العالم، قصصٌ تُروى، وأخرى تُعاش في صمتٍ موجع، روان الشامي تتحدث عن معاناتها منذ أن فقدت شعرها، عن نظرة الآخرين وعن الحبّ والعائلة وتقول:

وجعي ليس لي وحدي، بل هو وجع الناس الذين أحبهم، عائلتي أمي وأبي وإخوتي. لقد تألموا من أجلي كثيرًا، حتى أن والدي أُصيب بالسكري من شدة حزنه علي.

كنت أخاف دائمًا أن أُظهر ألمي أمامهم حتى لا أزيد من وجعهم. لا أنسى ذلك اليوم الذي سمعت فيه أبي، أغلى إنسان في حياتي، يسأل نفسه بصوتٍ مكسور: «هل أخطأنا في حق ربنا حتى يعاقبنا في ابنتنا؟». كلماته جرحتني بعمق، لقد شعرت أنني كنت عبئًا عليهم. لكن هذا الشعور تغير، فهو اليوم يعتبرني أجمل نعمة في حياته، ودائمًا ما يميزني عن إخوتي الثلاثة.

بدأت قصتي عندما كنت في السابعة من عمري، حيث تعرضت لحادث فقدت بسببه كل شعري. وعندما يسألني أحد من كان سندك في تلك الفترة، أقول الحقيقة: لم يساند روان إلا روان نفسها. كنت وحيدة في مواجهة عالمٍ لم يرحم طفولتي.

 

-التحيزات، هي جزء متأصل في الطبيعة البشرية وقد يكون من الصعب تغييرها لدى الآخرين كيف تستعدين نفسياً لمواجهة الأحكام المسبقة وخاصة في العلاقة مع الرجل؟

قلبي مغلق منذ خمس سنوات، والسبب أنّني تعرضت لجرح كبير بسبب الطريقة التي تركني بها شخص ما، ومنذ ذلك الحين وأنا لا أستطيع أن أفتح هذا الباب لأحد. 

لن أكذب، عندي خوف من هذا الموضوع. أخاف من فكرة أن الرجال يفضلون المرأة بشعرها. لكن في نفس الوقت، أؤمن أن من سيحبني بصدق، سيحبني كما أنا. أريده أن يراني هكذا ويحبني هكذا، لا أن أحاول إخفاء حقيقتي ثم أفاجئه بها لاحقًا.

لماذا تشاركين قصتك؟

أشارك قصتي لأوصل رسالة لكل شخص يفتقد الثقة بنفسه: أحب نفسك كما أنت، لّأنه إذا لم تحب نفسك، لن يحبك أحد. أنا لم أستسلم أبدًا، كل يوم أنام وأستيقظ على أمل أن شعري قد يعود يومًا ما.

- تعرضتِ للتنمّر ما هي أصعب الكلمات التي سمعتها؟

في الماضي، كانت كلمات الناس تؤذيني جدًا، خاصة عندما كانوا يقولون لي «صلعاء» أو «تشبهين الصبيان». وأكره حتى اليوم عندما يعلق أحدهم على وزني، سواء بالنقصان أو الزيادة، فلا أحد يعرف ما الذي نعانيه في داخلنا.

قابلت في حياتي أناسًا لا رحمة في قلوبهم، يتنمرون على شعري، على جسدي، على كل شيء فيّ. لكنني اليوم أصبحت أقوى، صورتي وشكلي هما ردي عليهم. أقف أمام الناس كما أنا، وأتكلم بثقة دون خوف من أحد.

أحيانًا، يحاول البعض السخرية مني بسؤالي إن كنت أملك ربطة شعر أو «ماسكارا»، فأكتفي بالضحك ولا أهتم. لم أنشر في حياتي صورة معدّلة لنفسي على مواقع التواصل الإجتماعي، كل صوري طبيعية، لأن هذه هي أنا بكل بساطة.