«أبو سلة» ينفذ بريشه مرة أخرى
«أبو سلة» ينفذ بريشه مرة أخرى
«أبو سلة».. تاجر المخدرات الذي بات تحدياً أمنياً لا تسقطه المسيّرات ولا الكمائن في مواجهة مباشرة مع هيبة الدولة
شهدت منطقة البقاع اللبنانية عملية أمنية نوعية نفذها الجيش اللبناني، حيث استُخدمت طائرة مسيّرة بهدف توقيف عدد من تجار المخدرات والمطلوبين بجرائم متعددة، كان من بينهم المطلوب الخطير المعروف بلقب «أبو سلة».
فمن هو «أبو سلة»؟
هو علي منذر زعيتر، وقد اكتسب لقبه «أبو سلة» بسبب أسلوبه في بيع المخدرات، حيث كان يُدلي سلة من شرفة منزله في منطقة الفنار لتسليمها لزبائنه.إنتقل منذ سنوات من الفنار ليقيم في منطقة الشراونة في البقاع. يُعتبر «أبو سلة» من أكبر تجار المخدرات في لبنان وأحد أخطر المطلوبين للسلطات الأمنية. له سجل حافل بالفرار من قبضة الأمن.
وقد نجا «أبو سلة» من أكثر من عشر عمليات دهم نفذها الجيش خلال السنوات الأخيرة، حيث تمكن من الفرار في كل مرة بعد الإشتباك مع القوات المداهمة.
في العام 2013، داهمه مكتب مكافحة المخدرات، وجرى خلالها تبادل لإطلاق النار بين مطلوبين وعناصر من مكتب المخدرات. ووُثقت بعض مجريات هذه المداهمات بالصوت والصورة، وقد تم عرضها على الرأي العام في برنامج «الجرم المشهود» على قناة «إم تي في» ومنذ ذلك الحين أصبح «أبو سلة» ملاحقاً بشكل دائم.
وفي العام 2014، لجأ إلى البقاع، وأثناء وجوده في بلدة اليمونة خلال نزهة في الطبيعة مع عائلته وأصدقائه ألقت دورية من مكتب مكافحة المخدرات في زحلة القبض عليه دون مواجهة أي مقاومة تُذكر.
ولكن للمفارقة، تزامن ذلك مع إعلان تنظيم «داعش» إعدام الجندي اللبناني الأسير عباس مدلج، مما أثار موجة غضب شعبية أدت إلى قطع الطرقات. وأثناء مرور الدورية التي كانت تنقله، تعرّضت لهجوم من محتجين، مما مكّن «أبو سلة» من الفرار مجدداً، كما استولى المهاجمون على أسلحة عناصر الدورية. في هذه المرحلة بدأت تترسخ مكانته، في عالم المخدرات، ليصبح من أبرز تجار المخدرات في لبنان، وهدفاً ثميناً لمكتب مكافحة المخدرات. ففي العام 2021
نصبت له شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي كميناً محكماً في البقاع، فتمكّن من الإفلات أيضاً، بالرغم من صعوبة الفرار من قبضة القوة الضاربة في الشعبة كما هو معلوم. وقد استمرت محاولات إلقاء القبض عليه، ففي العام 2023، شنت قوات الجيش اللبناني مداهمات واسعة في حي الشراونة ببعلبك استهدفت «أبو سلة» وشبكته، وأسفرت إحدى المداهمات عن استشهاد عسكري وإصابة آخرين. وقد قامت آليات الجيش بهدم منزله إثر إشتباكات عنيفة، ورغم ذلك، نجح في الفرار مجدداً.
أما آخر المحاولات فكانت صباح الخميس 24 تموز 2025، حيث استخدمت قوة من الجيش اللبناني طائرة مسيّرة
لاستهداف سيارة كان يستقلها «أبو سلة» في البقاع، وبعد اشتباك مع الجيش تمكّن من الفرار مرة أخرى.
وهكذا، يبقى «أبو سلة»، الذي صدر بحقه حكم غيابي بالإعدام في آذار 2024 بتهم منها قتل عسكريين، طليقاً رغم المحاولات المتكررة لإلقاء القبض عليه، مما دفع البعض إلى إطلاق لقب «بسَين بسبع أرواح» عليه.