سوريا على حافة الانفجار: هل تكون الحرب مع إسرائيل نهاية أحمد الشراع؟
سوريا على حافة الانفجار: هل تكون الحرب مع إسرائيل نهاية أحمد الشراع؟
يبدو واضحًا هو أنّ المعادلات تتغير، وأنّ الشارع السوري، ومعه الإقليم، دخل مرحلة جديدة عنوانها: لا حصانة لأحد... حتى في دمشق.
إنّ الهجمات التي شنّتها قوات النظام السوري على بلدات درزية جنوب البلاد قلبت المشهد السوري رأسًا على عقب. فبعد مجازر وصفتها جهات دولية بالموثقة والواسعة، وجدت إسرائيل نفسها أمام واقع جديد: التدخل لم يعُد خيارًا، بل ضرورة. فإسرائيل لا تحتضن فقط جالية درزية كبيرة داخل حدودها، بل يضم جيشها نحو 6000 جندي درزي، يشكّلون عنصرًا حساسًا في المعادلة الأمنية والعسكرية. وبذلك، بات الصمت على ما يحدث في السويداء خطرًا داخليًا، لا قضية خارجية.
الرد الإسرائيلي جاء بحجم الحدث. غارات جوية استهدفت مواقع حكومية سورية، مراكز أمنية، وبنى تحتية رسمية، بعضها في دمشق نفسها. هذه الضربات ليست تكتيكًا جديدًا، بل تبدو إعلانًا صريحًا بأنّ النظام برئاسة أحمد الشرع أصبح خصمًا مفتوحًا بعد أن كان يُعامل بحذر محسوب.
لكن الأخطر من التصعيد العسكري، هو ما يعنيه ذلك سياسيًا. فالشرع، الذي حاول منذ وصوله إلى السلطة ترميم ما تبقى من النظام، كان يبني مشروعًا قائمًا على إعادة بسط النفوذ السوري على مناطق خارج حدوده، وعلى رأسها الشمال اللبناني، وخصوصًا طرابلس والبقاع. اليوم، ومع المجازر ضد الدروز، تبدو تلك الورقة قد احترقت.
مصادر دبلوماسية مطلعة تتحدث عن «تبدّل جذري» في الموقف الإسرائيلي من النظام السوري. فبعد سنوات من ضبط النفس، بدأت تل أبيب تعيد النظر في كل قواعد الإشتباك، خاصة في الجنوب السوري. بدأ الحديث يتصاعد حول منطقة عازلة فعلية، وربما أكثر من ذلك: خارطة جديدة للجنوب السوري، يكون للدروز فيها شكل من أشكال الحكم الذاتي، تحت رقابة أمنية إقليمية–دولية.
وفي ظل هذا المشهد، يتراجع موقع احمد الشرع إلى خلفية الأزمة. لم يعُد يُنظر إليه كرئيس، بل كعائق أمام الإستقرار
هل ارتكب الشراع خطأه الأخير؟ وهل تكون المجازر في السويداء بداية النهاية، لا فقط لحلمه بإعادة رسم حدود سوريا، بل لحياته السياسية وربما الشخصية؟
مما يبدو واضحًا هو أنّ المعادلات تتغير، وأنّ الشارع السوري، ومعه الإقليم، دخل مرحلة جديدة عنوانها: لا حصانة لأحد... حتى في دمشق.