بالفيديو: الخامنئي ليس وليًا على كل الشيعة.. "ولاية الفقيه" المطلقة تخالف مشهور الفقهاء والمراجع
بالفيديو: الخامنئي ليس وليًا على كل الشيعة.. "ولاية الفقيه" المطلقة تخالف مشهور الفقهاء والمراجع
تقوم العلاقة بين مرجعيتي النجف وإيران على مفارقة واضحة: تضامن في السياسة تفرضه الضرورة، وإنقسام في العقيدة يفرضه المبدأ
لقد أعلنت مرجعية النجف العراقية المتمثلة بالسيد علي الحسيني السيستاني التضامن مع إيران رغم الإختلافات الجوهرية في مسألة ولاية الفقيه. إذ إنّ مسألة «ولاية الفقيه المطلقة» التي يقوم عليها الحكم في إيران تخالف الغالبية الساحقة من جمهور فقهاء الشيعة في العالم.
تعني ولاية الفقيه المطلقة في إيران بأنّها السلطة الشاملة للمرجع الديني على العوام من أتباعه في العالم في كافة الشؤون السياسية والدينية والحياتية تحت مسمّى «التكليف الشرعيّ». والولي المطلق الصلاحيات في هذه الحال هو السيد علي الخامنئي.
في المقابل، فإنّ المدرسة الشيعية الأصولية، لا تشرّع العمل بمبدأ ولاية الفقيه المطلقة أي السلطة المطلقة بل تقول بسلطة المرجع على مقلّديه في الأحكام الدينية فقط وتفصلها عن السلطة
السياسية المباشرة. وبناء على ذلك، فإنّ المرجع السيستاني وكل مراجع النجف في العراق يرفضون الولاية المطلقة وأن يستأثر بها رجل واحد من دون الفقهاء الآخرين إلا إذا فوَّضوا الأمر إلى واحد منهم. والجدير بالذكرأنّ المراجع الشيعة في العراق وعدد منهم في إيران لم يفوِّضوا الخامنئي ليكون وليًا عليهم.
وهذا الخلاف الفقهي الجوهري العامودي بين ولاية الفقيه العامة المطلقة والخاصّة المحصورة لم يظهر إلا بعد انتصار الثورة في إيران زمن السيد روح الله الخميني وتسلّم بعده راية الولاية السيد علي الخامنئي. ورغم ذلك، فإنّ التقارب الحاصل بين المرجعيتين في العراق وإيران تقارب ضروري ومصلحي هدفه الحفاظ على الشيعة.
فمن وجهة نظرها ترى المدرسة النجفية والأصولية الشيعية في مبدأ ولاية الفقيه المطلقة مخالفة لمبدأ جوهري في العقيدة الشيعية. ويعود السبب في ذلك الى ما أنتجته هذه الولاية
من «جهاد ابتدائي» تمثّل في إنشاء أذرع عسكرية شيعية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان للتدخّل بالأنظمة العربية تحت شعار تحرير فلسطين.
وهو أمر غير جائز إلا في حالة منع الشيعة من إظهار دعوتهم أو بإذن من الإمام المهدي لكونه معصومًا من الخطأ. لذلك لم يخرج إلى العالم من يفتي بوجوب القتال إلى جانب حكومة إيران من باب الدفاع عن نظامها وإذا خرجت فتوى فإنّها تكون للدفاع عن المسلمين وبلادهم.