تركيا والبرتغال يفوزان بصعوبة
كل يوم إثارة أكثر من اليوم الذي سبقه. هذا هو باختصار ما تقدمه لنا مسابقة اليورو من متعة. فحتى المباريات التي أعتقد المشاهدون أنّها ستكون هامشية أو ذات مستوى متدنٍ اثبتت أنّها لا تقل متعة عن أي لقاء بين المنتخبات القوية.
اللقاء الذي جمع منتخبا تركيا وجورجيا لم يشذّ عن هذه القاعدة. فقد أمتعنا اللقاء لما جمع من أهداف جميلة وتقارب في المستوى وغموض في معرفة هوية الفائز حتى أواخر ثواني اللقاء. كل تلك الأمور جعلت من المباراة قمة في كل شيء.
هدف الظهير ميرت مولدور في الدقيقة ٢٥ كان تحفة فنية، فقد سدد مولدور كرة "على الطاير" من خارج منطقة الجزاء سكنت الزاوية العليا للمرمى. لكن جورجيا استجمعت قواها وسجلت هدف التعادل بعد سبع دقائق عبر ميكوتادزه، ليستمر الكرّ والفرّ بين المنتخبين حتى الدقيقة ٦٥ عندما سجل لاعب ريال مدريد الشاب أردا غولر هدفًا رائعًا آخر من خارج منطقة الجزاء في مرمى جورجيا.
هنا، ضغط رجال المدرّب الفرنسي ويلي سانيول وسعوا وراء التعادل وكانوا قاب قوسين من تحقيق ذلك خصوصًا عبر كوشوراشفيلي الذي أضاع فرصة شبه محققة بعد أن أصابت كرته العارضة قبل دقائق من ذلك.
ووسط ضغط متواصل أملًا في إحراز هدف التعادل، ومع تقدم حارس جورجيا مامارداشفيلي لدعم زملائه هجوميًا عبر ضربة ركنية، ارتدت الكرة وانطلق بها الاحتياطي كرم اكتوركوغلو وسجل هدف الأمان لتركيا في مرمى الخصم الخالي من حارسه.
مباراة نأمل أن تكون كل المباريات مثلها تشويقًا واثارة.
مباراة البرتغال وتشيكيا وفت أيضًا بوعودها وكانت قمة في كل شيء، خصوصًا ان اللاعبين من المنتخبين قدموا كل شيء ممكن في سبيل فوز منتخبهم. لكن الكلمة الفصل كانت للبرتغال التي ساعدتها خبرة لاعبها المخضرم كريستيانو رونالدو الذي اثبت أنّه ما زال الرقم الصعب في المنتخب البرتغالي وأنّ قرار مدرب البرتغال الاسباني روبرتو مارتينيز إشراك "الدون" منذ البداية وطوال اللقاء كان صائبًا.
فقد نجح رونالدو في إدارة زملائه وفي تمييل الدفة لصالح بلاده أمام منتخب تشيكي قوي يضم مجموعة قوية ومتجانسة يقودها مدرب منتخب لبنان السابق إيفان هاسيك.
لكن هدف الحسم أتى من خلال لاعب إحتياطي يبلغ عمره أقل من نصف عمر رونالدو، فقد أصاب روبرتو مارتينيز بقرار إدخال الشاب فرانسيسكو كونسيساو (١٨ عامًا). فبعد وقت قصير من دخوله، سجل كونسيساو هدف التقدم لبلاده في الوقت الاضافي من اللقاء، ليحضنه رونالدو بعد المباراة مثل احتضان الأب لإبنه تعبيرًا عن الفرحة بالإنجاز الذي حققه الشاب في بدايات مسيرته.
مباريات اليوم واعدة ايضًا، إذ يلتقي بداية كرواتيا مع ألبانيا والمنتخبان يسعيان لتحقيق اول فوز لهما في المسابقة، بينما تلعب لاحقًا المانيا مع المجر حيث يسعى المنتخب المضيف لفوز ثانٍ بينما تلعب اسكتلندا مع سويسرا مساءً في لقاء حساس للمنتخبيْن.