لبنان اليوم.. العين على الورقة الفرنسية، فهل ينجح ماكرون؟

لبنان اليوم.. العين على الورقة الفرنسية، فهل ينجح ماكرون؟

  • ٠٣ أيار ٢٠٢٤
  • عبدالله ملاعب

الملف اللّبناني حاضر في الإليزيه، إنَّما الخوف الدولي على إسرائيل!

تتجه الأنظار اليوم إلى الورقة الفرنسية التي سلّمها وزير الخارجية الفرنسي «ستيفان سيجورنيه» إلى الدولة اللبنانية خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت مطلع هذا الأسبوع. وقد سُرّبت هذه الورقة التي حصرت عملها بمهام إنهاء الحرب الدائرة جنوباً عبر حلّ شامل للمواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل.

المبادرة الفرنسية لم تستبدل عمل اللجنة الخماسية، إذ أنَّها لا تتطرّق إلى الملف الرئاسي. فهي قائمة على إنهاء المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل عبر خطة من ثلاث مراحل، قوامها تطبيق القرار الأممي 1701 عبر تفعيل دور «اليونيفيل» ووضع البلدين على سكة ترسيم الحدود البريّة. 

الخطة الفرنسية: 3 مراحل من الترتيبات الأمنية
المرحلة الأولى: 
يوقف «حزب الله» ومعه إسرائيل النزاع المستمرّ من 8 أكتوبر 2024، ويوقفان الهجمات على «اليونيفيل»، ويسمحان لقواتها التحرّك بحريّة، لاسيما جنوب اللّيطاني، لبنانياً. فيما تزيد «اليونيفيل» من دورياتها على طول الخط الأحمر لضمان عدم وجود خروقات.
المرحلة الثانية: 
 يتمّ تنفيذها خلال 3 أيام، يُفكّك فيها «حزب الله» كلّ المنشآت العسكرية ويسحب قواته لاسيّما قوة الرضوان لمسافة لا تقلّ عن 10 كيلومترات شمال الخط الأزرق. فيما تبدأ الدولة اللبنانية بنشر 15 ألف جندي جنوب اللّيطاني وعلى الخط الأزرق، بدعم من «اليونيفيل» وتطبيقاً للـ1701. 
المرحلة الثالثة: 
يتمّ تنفيذها على مدار  10 أيام، يستأنف خلالها كلّ من لبنان وإسرائيل (بدعم من اليونيفل) المفاوضات حول ترسيم حدود لبنان البريّة تدريجياً، وبناء على معطيات المفاوضات التي جرت عام 2017، مع التركيز أولاً على المناطق التي تمّت مناقشتها في إطار الآلية الثلاثية «لليونيفل» عام 2018. وبالتوازي مع ذلك، يمكن بذل جهد دولي على شكل مجموعة دعم تتألف من شركاء مهتمين بدعم إنتشار القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان.
وفي حديث للشرق الأوسط، إعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، أنّ بعض بنود الخطة الفرنسية مقبولة، فيما تحفّظ عن بنود أخرى. وفي السياق، كان لافتاً اللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» بالرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في قصر الإليزيه في باريس. وبحسب معلومات «بيروت تايم»، فقد تركَّز اللقاء على الخطة الفرنسية وسبل وقف الحرب ومنع لبنان من الإنزلاق إلى حرب مفتوحة مع إسرائيل. 
وبحسب بيان الإليزيه، فقد أشار «ماكرون» إلى أنّ فرنسا لا تزال ملتزمة تماماً، من خلال مبعوثها الشخصي إلى لبنان السيد «جان إيف لودريان»، بإيجاد حلّ للأزمة التي تضعف البلاد، وذلك بالتعاون الوثيق مع المسؤولين اللبنانيين وبالتنسيق مع الشركاء الدوليين. وجدد «ماكرون» دعوته جميع الأطراف السياسية اللبنانية إلى تحمّل المسؤولية للخروج من المأزق الحالي.
كما أكد ماكرون التزام فرنسا الكامل بدرء خطر التصعيد بسبب تصاعد التوترات على الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان، وفقا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، وتمسّك فرنسا التاريخي بلبنان من جهة وأمنه من جهة أخرى.
وأشار ماكرون إلى استمرار دعم «اليونيفيل» ومشاركة فرنسا فيها، وأكد مجدداً أنّ فرنسا ستواصل تزويد الجيش اللبناني بالدعم الذي يحتاجه لضمان إستقرار لبنان.
وكان جنبلاط قد إلتقى الأربعاء في باريس، المبعوث الفرنسي الخاص بملف الجنوب «جان إيف لودريان»، قبل الاجتماع بماكرون. 
أما الجهة الإسرائيلية، فلا تبدو متحمسة للدخول في المفاوضات، فقد نشر الجيش الإسرائيلي فيديو يُظهر تدريبات غير متوقعة لمحاكاة عملية هجومية على الجبهة الشمالية نفذه اللواء 282الإسرائيلي.  
وأكّد، الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي «أفيخاي أدرعي» في منشور له على منصة «اكس» أنّ «قوات لواء 282 تقوم بمهام دفاعية وهجومية على الحدود الشمالية منذ ثلاثة أشهر بعد قتالها على الجبهة الجنوبية». واستمر القصف المتبادل بين إسرائيل و«حزب الله» اليوم حيث أغارت اسرائيل على كفركلا وكفرحمام وميط بنت جبيل وبلدة عيناتا، واستهدف «حزب الله» الأجهزة التجسسيّة الإسرائيليّة في موقع رويسات العلم، محققاً إصابات مباشرة.  
بالمحصّلة، يبدو أنَّ الملف الرئاسي لم يعُد أولويّة اليوم، خصوصاً أنّ الإهتمام الدولي يصبّ في خانة وقف الحرب، لحماية إسرائيل ومصالحها، في زمن لم يعُد فيه لبنان مهماً لا عربياً ولا دولياً.