موت وتشوّهات بسبب «أسترازينيكا».. ما مصير مَن تلقى هذا اللقاح؟

موت وتشوّهات بسبب «أسترازينيكا».. ما مصير مَن تلقى هذا اللقاح؟

  • ٠١ أيار ٢٠٢٤
  • سمايا جابر

«موت وتشوّهات بسبب لقاحات «أسترازينيكا» المضادة لفيروس كورونا».. خبر استحوذ على إهتمام العالم مع إقرار الشركة للمرة الأولى عن العوارض التي يمكن أن تتسبب بها لقاحاتها. هذا التحرّك العالمي قابله قلق على الساحة اللبنانية.. فما هي أعداد اللبنانيين الذين تلقوا هذا النوع من اللقاح، وما مصيرهم؟

لقد تقدّمت 51 عائلة  بريطانية بدعوى جماعية أمام المحكمة العليا في لندن ضدّ شركة «أسترازينيكا» البريطانية للأدوية، بعد ملاحظة أعراض جانبية متشابهة ومتكررة تعرّض لها أحد أفرادها أو أقربائها.  ومن مظاهرها تشوهات وحالات موت  نسبت الى  اللقاح الذي أنتجته الشركة. 
شركة «أسترازينيكا» التي طعنت في هذه الإدعاءات في  بداية الأمر، عادت وأقرّت في وثيقة قانونية قدمتها إلى المحكمة العليا في شباط الماضي، بأنّ اللقاح الخاص بها،  والمضاد لـ«كوفيد» قد يسبّب متلازمة تجلّط الدم و نقص الصفائح الدموية. 

هذه المتلازمة ظهرت أعراضها على مهندس تكنولوجيا المعلومات «جيمي سكوت»، الذي كان أحد أول الحالات التي تمّ إكتشافها العام الماضي، حيث تعرّض لجلطة دموية ونزيف في الدماغ بعد حصوله على اللقاح في نيسان 2021. 

لقد أملت زوجة «جيمي سكوت» في حديث لوسائل إعلام أجنبية، أن يتمكن أصحاب العلاقة من إلزام الشركة الإقرار عن ذنبها، وحلّ هذه المشكلة «عاجلا وليس آجلا». وقالت: «نحن بحاجة إلى اعتذار وتعويض عادل لعائلتنا والعائلات الأخرى التي تأثرت، والحقيقة إلى جانبنا، ونحن لن نستسلم».

رغم تأكيد «أسترازينيكا» أنّ هذه الحالات نادرة الحدوث، إلّا أنّ اعتراف الشركة أثار موجة من المخاوف، خاصة وأنّ عدد الحالات ما زال محدوداً، والأعراض الناتجة عن لقاحات كورونا لا تزال تنكشف يوماً بعد يوم، مع العلم، أنّ إنتشار «كوفيد» المفاجيء والسريع عام 2019 ، لم يسمح للشركات أن تخصّص الوقت اللازم للأبحاث والإختبارات وإجراء البروتوكولات الطبية المتعارف عليها. 

من جهتها، لم تصدر الحكومة البريطانية تعليقاً رسمياً على الحادثة، إلّا أّنها تملك خطة تعويضات حكومية مرتبطة بأضرار اللقاحات، تعود لسبعينيات القرن الماضي، وتضمن تقديم 120 ألف جنيه استرليني لعائلات المتوفين أو المصابين بإعاقات شديدة بنسبة 60%. 

هذه التعويضات يراها أصحاب الدعاوى غير كافية، خاصّة وأنّ مقاضاتهم للشركة ستمكّنهم من الحصول على تعويضات قد تصل قيمتها إلى 20 مليون جنيه استرليني في بعض القضايا المرفوعة، بحسب ما ذكره محامو الإدعاء.

الحادثة تأتي بعد أيام من إعلان الشركة عن «بداية قوية جدا» لهذا العام، حيث حقّقت إيرادات تجاوزت 10 مليارات جنيه إسترليني في الربع الأول من عام 2024، بزيادة قدرها 19%. 

على الجانب اللبناني، كشفت مصادر وزارة الصحة لـ«بيروت تايم» أنّ «لبنان تلقى 300 ألف جرعة من لقاح كورونا». في وقت شدّد عضو لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبدالله، على أنّه «لم يتمّ تسجيل أي حالات مضاعفات جماعية لمن تلقوا هذا اللقاح في لبنان». 

ولفت عبدالله في حديث لـ«بيروت تايم» إلى أنّ «عدد اللقاحات التي تلقاها لبنان من شركة «أسترازينيكا» قليل، فالتركيز في بلدنا كان على لقاح «فايزر». وتوجه عبدالله لمتلقي اللقاح المذكور، طالباً من كل شخص شعر بعوارض صحية، أن يسجّل ذلك في وزارة الصحة، حيث هناك لجان علمية مولجة لمتابعة هذه الحالات. 

وبينما أوضح أنّ الوضع في لبنان يختلف عن الوضع في الولايات المتحدة الأميركية حيث هناك جمهور من المحامين المختصين بالعمل على الشكاوى الطبية، وللحصول على تعويضات مالية للمتضررين، في لبنان ليس لدينا هذا النظام، ولكن يمكن لكل متضرر أن يقدم اعتراضاً وطلب تعويض لدى القضاء اللبناني لسلوك المسار القانوني الأمثل، وإذا كانت المعلومات المتداولة في الإعلام عن لقاح «أسترازينيكا» صحيحة، ونحن سنقف جميعاً خلفه».