«الفاينل ٤» لبطولة لبنان في كرة السلة

«الفاينل ٤» لبطولة لبنان في كرة السلة

  • ٣٠ نيسان ٢٠٢٤
  • موسى الخوري

النهائي الحلم بين قطبي اللعبة؟

الكل يتمنى ذلك، فسلسلة مباريات الدور النهائي لبطولة لبنان في كرة السلة إن جرى بين الرياضي والحكمة، سيشكل فرصة لعشاق لعبة الكرة البرتقالية لمشاهدة النهائي «الحلم». لماذا «الحلم»؟ يعود ذلك لعدة أسباب: أولها، أنّ «ديربي» العاصمة له نكهة مميزة عند الجماهير العربية بشكل عام واللبنانية بشكل خاص، وثانيها، أنّ الجمهور اشتاق إلى الصراع بين الفريقين على زعامة كرة السلة اللبنانية التي ارتقى مستواها بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وثالثها، أنّ الفريقين يملكان أكبر قاعدة جماهيرية ويتصارعان على لقب «أكبر جمهور» في لبنان. 

إنّها بداية جيدة لسلسلة مباريات نصف نهائي البطولة أو «الفاينل ٤». فحتى كتابة هذه السطور، يفترض بالنادي الرياضي أن يكون قد سافر إلى طهران للعب المباراة الثانية من نهائي بطولة وصل لمنطقة غرب آسيا. ويتمنى الجمهور السلوي اللبناني بأن تكون البطولة للبنان و يتمكن الرياضي أن يحسم أمر اللقب لمصلحته دون الحاجة إلى مباراة ثالثة فاصلة. 

أما الحكمة فمن جهته قد أمّن الوصول مع سبع فرق أخرى إلى الأدوار الحاسمة من بطولة آسيا التي تجمع ثلاث فرق من غرب آسيا وثلاث فرق أخرى من شرقها، إلى بطلي الهند وكازاخستان. 

وبانتظار المواعيد الآسيوية، بدأت مباريات نصف النهائي لبطولة لبنان في كرة السلة وقد تقدم الحكمة والرياضي على كلّ من الهومنتمن ونادي بيروت، تواليًا بمباراة واحدة في سلسلة من ثلاث لقاءات من أصل خمس. الرياضي تقدّم بفارق جيد بلغ ١٩ نقطة وبنتيجة ١٠٧-٨٨. 

كعادته، أكد الرياضي أنّ لاعبيه اللبنانيين هم بيضة القبان في الفريق البيروتي. فوائل عرقجي صال وجال وأرهق الهومنتمن بفضل إختراقاته خصوصاً من الجهة اليسرى والتي لم يجِد الهومنتمن حلًا لها. أمير سعود كذلك كان سندًا لفريقه مع ثلاث رميات ثلاثية، إضافة إلى إجبار مدافعي الهومنتمن على مراقبته من خط القوس مما أوجد مساحات لزملائه تحت سلة الخصم. 
فيما يتعلق بأجانب الرياضي فقد كانوا أيضًا على قدر عالٍ من المسؤولية. كيكانوفيتش ومايكر اللذين كانا السد المنيع تحت سلتهم، وبرهن سيمونز أنّه بدأ يتأقلم مع الفريق أسرع مما كان متوقعًا منه، وكان مصدر مقلق للفريق الأرمني خلال المباراة. 

الهومنتمن من جهته يبدو أنّه إتكل على مهارات زاك لوفتون أكثر من اللزوم، فنجح الأخير فرديًا ولكن ذلك لم يجنّب فريقه الخسارة رغم نقاطه ال ٢٧. فمن الواضح أنّ الفارق في المستوى بين اللاعبين المحليين بدأ واضحًا طوال اللقاء. فباستثناء بعض ومضات لعاجميان، وبضع كرات مرتدة (٧ كرات) لجيرار حديديان و خمس تمريرات حاسمة لجاد خليل، بدا الفريق الأرمني غير قادر على مواجهة خصم من العيار الثقيل، والأمور مرشحة لسيطرة أكبر من الرياضي خاصة وأنّه سيلعب مباراته المقبلة في المنارة على أرضه التي يحبها جمهوره. 

الحكمة من جهته، وبالرغم من مراحل متذبذبة سبّبت له عدم الإستقرار خلال الموسم الحالي وخصوصًا في منتصفه، برهن أنّه على الطريق الصحيح لاستعادة توازنه. كما برهن الجهاز الفني عن صوابية خياراته وثقته بلاعبيه الأجانب وذلك بالرغم من الكلام الكثير والشائعات اللامتناهية عن استقدام لاعبين أجانب جدد. ورغم غياب لاعب الإرتكاز، نجح الحكمة في الموازنة بين الهجوم والدفاع. فعرف كيف يحد قدر المستطاع من التأثير السلبي لغياب لاعب الإرتكاز الصريح ، قد وزّع المهام الدفاعية بين أجانبه ولاعبيه المحليين، وذلك بالرغم من وقوع اللاعبين إيرلي وراكوسيفيتش مبكرًا في شرك الأخطاء. فحمل غيبسون مسؤولية قيادة الفريق وعرف متى يبطيء الإيقاع ومتى يسرعه حسب دواعي مجريات المباراة. لبنانيو الحكمة بدوا مقبولين وخصوصًا أحمد إبراهيم صاحب النقاط ال ١١. 

نادي بيروت من جهته، وإن نجح في مجاراة خصمه معظم فترات اللقاء، وحقّق نتائج في أكثر من مناسبة، إلّا أنّ غياب عملاقه المغادر إلى بلاده كليف ألكسندر ظهر جليًا على التشكيلة. إذ أنّ هاميلتون و كوربيت ليسا كليف. وحده تاكر كان على قدر المسؤولية هجومًا وسجل ٣١ نقطة. 

محليًا، كان علي حيدر الأبرز من خلال نقاطه ال ٢٦ وكراته المرتدة ال ٨. ولكن اللافت كان تراجع مستوى سيرجيو الدرويش صاحب النقطتان فقط قبل خروجه مصابًا في الربع الثالث. كما أكثر علي مزهر من كراته الضائعة (٤ كرات، مثله، مثل الأجنبي كوربيت). 

وبذلك يكون نادي بيروت قد فقد أفضلية الأرض بعد أن خسر على أرضه وأمامه لقاء ناري ينتظره السبت المقبل في جحيم غزير. 
إذًا، إستراحة محلية قبل المباراتين المقبلتين نهاية الاسبوع الحالي. فإلى ما ستؤول إليه الأمور؟