جنوب لبنان ساحة إحتياطية.. ورفح قلعة حماس الأخيرة؟

جنوب لبنان ساحة إحتياطية.. ورفح قلعة حماس الأخيرة؟

  • ٢٥ نيسان ٢٠٢٤
  • كاسندرا حمادة

ثلاث إحتمالات تقود إلى «حماس لاند»

التصاعد في وتيرة العمليات العسكرية في الجنوب اللبناني، أمس بدا لافتاً، فأثار المخاوف على إيقاع التهديدات الإسرائيلية. إذ أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أنّ  الفترة المقبلة ستكون حاسمة في جنوب لبنان بعد القضاء على نصف قادة «حزب الله». التحذير الخطير جاء في سياق كلّ هذه التطوّرات الأخيرة، لا سيّما بعد الحديث عن خطة للدخول إلى رفح. واللافت، أنّه بعد انقطاع لأسابيع، استأنفت كتائب القسام ضرباتها الصاروخية من جنوب لبنان، مع بداية الأسبوع، حيث أعلنت قصف ثكنة شوميرا العسكرية في القاطع الغربي من الجليل الأعلى، بـ20 صاروخ غراد أطلقتها من الجنوب اللبناني، مشيرة إلى أنّ القصف جاء رداً على مجازر العدو الصهيوني في «غزة الصابرة والضفة الثائرة». تتعاطى حركة حماس مع لبنان اليوم، على أنّه ساحة إحتياطية لتثبيت وجودها بين عملية وأخرى وليس صدفة توالي هذه الأحداث مع التصعيد في الجنوب. ويذكر أنّه بعد  200 يوم من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، دمّرت إسرائيل  أغلب البنى التحتية والتجهيزات وأغلب المؤسّسات الصحية والتعليمية والإدارية، وأسفرت غاراتها والتوغّل  داخل القطاع حتى 22 نيسان 2024 عن 34 ألفا و183 شهيدا و77 ألفا و143 مصاباً، جلّهم من الأطفال والنساء.
أمّا من جهة الجنوب، أسفرت المواجهات عن 356 قتيلاً، 3200 منزلاً مدمّراً، 1200 جريحاً عدا عن الخسائر المادية، التي تساوي 360 مليون دولاراً، وفق الإحصائيات. 
ووسط كلّ هذا الدمار، حالة من الجمود تسيطر على الأجواء السياسية، لا يكسرها إلا تهديدات من هنا، وخطابات مكرّرة من هناك. فبات الخوف الوحيد من ما بعد خطّة دخول رفح، حيث قد يغرق لبنان في خندق هذه الحرب وحده بمعزل عن باقي الدول العربية. 

بين إيران وحماس
المشكلة الأساسية اليوم أنّ «حزب الله» ما زال متشبّثاً بقراراته الداخلية، بحسب ما يقول مكرم ربّاح، في حديث له ل«بيروت تايم». 
ويعتبر أنّ ليس هناك أي جماعة إسلامية في الجنوب، ولا يُطلق أي صاروخ إلّا بقرار منه. ونلاحظ أنّ عمليات هؤلاء مضبوطة  على الحدود، لافتاً إلى أنّه من الواضح فصل إسرائيل جبهة الجنوب عن غزّة ورفح. 

في إطار آخر، يلفت إلى أنّه في حال إستطاعت إسرائيل القضاء على حماس، فسيظهر وجه آخر، للمقاومة تحت إسم آخر. فالخوف الحقيقي بالنسبة لربّاح هو تدخّل إيران في هذه المعركة، حيث ستستغل دماء العرب واللبنانييين، لمفاوضاتها الخاصة.

 

ثلاث إحتمالات تقود إلى «حماس لاند»
في سياق آخر، إنّ كلّ ما تفعله كتائب القسّام اليوم، يلوّح منذ بدء المواجهات بـ «حماس لاند». 
فهل بعد سقوط رفح، ستقوم إيران بدور يذكّرنا بعملية «فتح لاند»، لتوسيع مشروعها، بحجة إعطاء مكان بديل للمقاومة؟ 
يقول مصدر خاص لـ«بيروت تايم»، تحمل العمليات المتكرّرة لكتائب القسام ثلاث إحتمالات. 
إذ تحاول كتائب القسام، أن تبرهن في هذه الحرب  أنّها تساعد حزب الله اللبناني الذي بدوره، يريد أن يقول في رسالة غير مباشرة، أنّه يسمح لحركة الحماس التحرّك عبر الأراضي الجنوبية. 
إنطلاقاً من هنا نعود إلى صيغة 1965، حيث بات لبنان منطقة عمليات الكفاح المسلّح من خارج الحدود. والإحتمال الأخطر، أنّ  ما يحصل من الممكن أن يستخدم من أجل تزايد نشاط حماس  المسلّح وذلك يرتبط بالنزاع المستقبلي بين إيران وإسرائيل بعد اليوم التالي لغزّة. 
وضمن هذه الخطّة، في حال تعرّضت حماس  لنكسة عسكرية في غزّة، قد يكون الجنوب اللبناني المنطقة البديلة لها، فتطلق يدها في لبنان كما أطلقت يد منظّمات التحرير الفلسطيني سابقاً. 

ويشرح المصدر أنّه بهذا السيناريو المحتمل ننتقل من «فتح لاند» إلى «حماس لاند».

 

كيف سقطت «فتح لاند»؟ 

وفي العودة إلى الماضي، الأحداث التي جرت خلال مرحلة «فتح لاند»، معروفة في السياسة اللبنانية، حيث تطور الأمر وقتها، إلى صدامات مع الجيش اللبناني  في أكثر من واقعة، وصولاً إلى توقيع إتفاق القاهرة السيء الذكر  في 3 تشرين الثاني 1969 من قبل قائد الجيش اللبناني رئيس الوفد المفاوض آنذاك، العماد إميل بستاني. 

 

هل ينزع حزب الله العباءة الشيعية خدمة لحماس؟ 
مقارنة بين أمس واليوم، يلفت المصدر إلى أنّ فتح كانت حركة يسارية، ليس لديها أية هوية عقائدية، أمّا حركة حماس فهي ذات طابع سنّي. 
كم أنّ حماس، بوصفها حركة مقاومة إسلامية فهي تقيّد مساحة الدعم العالمي للقضية الفلسطينية بسبب تموضعها ضمن صراع المحاور، وطبيعتها العقائدية تجعلها على نقيض مع مسائل جوهرية تبنّتها منظمة التحرير وحركة فتح.
بالإشارة هنا، أنّ هذا الغطاء العقائدي لا ينسجم مع أهل الجنوب. 
بالتالي، لن يتحمّل لبنان هذه المرّة  وزر هذه الحرب، إلّا بقرار عربي دولي شامل حيال القضية الفلسطينية. ويبقى السؤال الأبرز.. ماذا بعد رفح؟!