بالفيديو-قصة لبناني هزّت أستراليا والعالم

بالفيديو-قصة لبناني هزّت أستراليا والعالم

  • ٢٤ آب ٢٠٢٥

أبٌ فقد ثلاثة من أطفاله… فاختار أن يمنح الحياة بدل الإنتقام، وعائلةٌ حوّلت دموعها إلى مؤسسة عالمية، أطفالٌ غابوا بالجسد… لكن وجوهَهم المنحوتة على الحجر صارت أيقونةَ أمل

لم يكن الأول من شباط 2020 يومًا عاديًا في ضاحية أوتلاندز شمال غربي سيدني. في لحظة واحدة، تحوّلت فرحة سبعة أطفال خرجوا لشراء المثلجات إلى فاجعة، بعدما إندفعت سيارة رباعية الدفع يقودها شاب مخمور ومتعاطٍ للمخدرات، فدهستهم على ممر المشاة. على الفور أربعة أطفال فارقوا الحياة ، بينهم ثلاثة من أبناء المغترب اللبناني داني عبد الله وزوجتِه ليلى جعجع، أنتوني (إبن 13 عامًا)، أنجلينا (إبنة 12 عامًا)، سيينا (إبنة 8 أعوام)، إلى جانب إبنة أختهم فيرونيك صقر (إبنة 11 عامًا).

الصدمة هزت المجتمع الأسترالي مثيلًا، ولبنان البلد المنشأ للعائلة… لكنها لم تكن سوى بداية القصة. بعد خمسة أعوام ونصف بعد الكارثة، خرج داني عبد الله ليفاجيء الأستراليين قائلاً: «سامحتُ قاتل أطفالي»

مضيفاً، «إنّ الغضب والمرارة كانا سيدمران زواجي وعائلتي. الغفران كان الطريق الوحيد لإنقاذ ما تبقّى لنا»

واضعاً أمامه أرقام لدراسات حول العائلات المفجوعة وتأثير المأساة على تماسك العائلة، إذ إنّ 65% من الأزواج ينهار زواجهم بعد فقدان طفل واحد. فكيف بثلاثة؟ لكنه اختار أن يحمي عائلته بدل أن يحكمَ عليها بالإنهيار.

المفارقة أنّ العلاقة مع القاتل صامويل ديفيدسون، الذي يقضي عقوبةً بالسجن 20 عامًا، تحوّلت إلى تواصل شهري عبر الرسائل. يسأل القاتل عن أحوال العائلة، بينما يرُد داني من موقع قوة… قوة الغفران.

سنده الصلب هو إيمانه المسيحي يقول، «الغفران هدية تعطيها لعائلتك قبل أن تمنحها لمن أخطأ بحقك».

بهذه العبارات لخّص داني إيماناً وقناعة حولت مأساته الشخصية إلى رسالة عالمية، ومن قلب الألم وُلدت مؤسسة i4give، وأصبح الأول من شباط يومًا وطنياً للتسامح في أوستراليا، يحتفل به المجتمع كل عام تشجيعًا على ثقافة الغفران بدل الكراهية.

وفي العام الماضي، كُشف عن نصب تذكاري دائم للأطفال الأربعة في موقع الحادث، بحضور رئيسي وزراء أستراليا الحالي والسابق.

هذه القصة ليست فقط مأساة اغترابية، بل درسًا في الإنسانية لنا في لبنان:

أبٌ فقد ثلاثة من أطفاله… فاختار أن يمنح الحياة بدل الانتقام، وعائلةٌ حوّلت دموعها إلى مؤسسة عالمية، وأطفالٌ غابوا بالجسد… لكن وجوهَهم المنحوتة على الحجر صارت أيقونةَ أمل.