من الإضراب المدرسي الى فلسطين
من الإضراب المدرسي الى فلسطين
غريتا ثومبورغ، صوتها البيئي يصدح اليوم ضد جرائم الحرب في غزة
غريتا ثومبورغ المراهقة السويدية والأيقونة الملهمة لأترابها في صفوف المدارس والجامعات في الإحتجاج نهار الجمعة من كل أسبوع تحت عنوان « الإضراب المدرسي من أجل المناخ» هي محبوبة فيما يتعلق بالبيئة، وتواجه العداء لمناصرتها قضية فلسطين. وقد أثارت حفيضة إسرائيل لما لها من تأثير على الشباب والمراهقين حول العالم، خاصة وزارة التربية الإسرائيلية حيث منعت إدراج تجربتها في المناهج التربوية.
في ٢٣ تشرين الأول ٢٠٢٣ نشرت على منصتها الإجتماعية تصريح جرىء متجاوزة حملاتها البيئية المعتادة جاء فيه: «على العالم التعبير عن موقفه، والدعوة الى وقف فوري لإطلاق النار، وتحقيق العدالة، الحرية للفلسطينيين وجميع المدنيين المتضررين» وقدازداد الغضب الإسرائيلي نحوها عندما نشرت صورتها مع ثلاث ناشطات حملن لافتات كتب عليها «حرروا فلسطين»، هذا اليهودي يقف مع فلسطين»، و«العدالة المناخية».
لم يصل الطاقم الى غزة فقط أوصلوا رسالتهم الى العالم
«نحن ملزمون بالوفاء بوعدنا للفلسطينيين ووقف الإبادة وفتح ممر إنساني» هذا ما عبرت عنه عند إنطلاقها على متن السفينة «مادلين» مع ١٢ ناشطاً من جنسيات مختلفة مطلع حزيران ٢٠٢٥ باتجاه غزة من ميناء كاتانيا الإيطالي، وهي السفينة رقم ٣٦ ضمن تحالف «أسطول الحرية» بهدف كسر الحصار عن القطاع، محملة بالمواد الغذائية والأدوية والمعدات الطبية. السفينة تحمل إسم مادلين كلاب أول فتاة إحترفت صيد الأسماك في غزة وقد فقدت مصدر رزقها ووالدها في الحرب الأخيرة. وقد أعلنت غريتا لدى وصولها الى المياه الدولية في الساعات الماضية أنّها احتجزت مع رفاقها من الإحتلال الإسرائيلي والقوى الداعمة له في خرق واضح للقانون الدولي، ووجهت نداء عاجلاً الى عائلتها وأصدقائها والحكومة السويدية للعمل على تحرير طاقم السفينة من الإعتقال.
أبرزمحطات غريتا من المراهقة حتى اليوم
ناشطة بيئية سويدية من مواليد ٢٠٠٣، تحمل متلازمة أسبرجر، وهي نوع من مرض التوحّد، في عامها الخامس عشر أصبحت شخصية بارزة في آب ٢٠١٨ إثر إحتجاجها وحيدة أمام البرلمان السويدي حيث وزعت منشورات كتبت عليها «أفعل ذلك لأنّكم، أيها الراشدون، تتغوطون على مستقبلي» في «الإضراب المدرسي الأول للمناخ» داعية الى العمل على وقف الإحتباس الحراري وتغيّر المناخ. وفي تشرين الثاني تحدثت على المنصة العالمية «تيد إكس ستوكهولم»، فإكتسبت إنتباه العالم، وتدريجياً إستجاب للدعوة ١.٤ مليون طالب من ١٢٢ دولة لدعوة الإضراب الذي عرف ب «إضراب نهار الجمعة»حيث يترك التلاميذ الدوام المدرسي للإحتجاج أمام برلمانات بلدانهم، لوقف استعمال الوقود الأحفوري، ومعالجة الإحتباس الحراري.
في العام نفسه تخلت عن إستخدام الطيران المسبّب لإنبعاثات الكربون. وفي العام ٢٠١٩ أبحرت على متن يخت يعمل بالطاقة البديلة عبر المحيط الأطلسي لإلقاء كلمة أمام قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي في نيويورك إستغرقت الرحلة ١٥ يوماً للوصول الى وجهتها. توجهت الى ممثلي الدول قائلة:«لقد سلبتم أحلامي بكلماتكم الفارغة، الناس يعانون،الناس يموتون، وأنظمة بيئية تنهار، نحن في بداية إنقراض جماعي، وكل ما تتحدثون عنه هو المال وخرافات النمو الإقتصادي»
كما دُعيت للتحدث في المنتدى الإقتصادي العالمي في دافوس عام ٢٠١٩ فتوجهت الى القادة بغضب بقولها:« بيتنا يحترق، أنا هنا لأقول بيتنا يحترق». ومن العام نفسه أيضاً إختارتها مجلة تايم الأمريكية شخصية العام بعد أن تحولت إلى مصدر إلهام لملايين الأطفال والشباب حول العالم للإنخراط في الدفاع عن كوكب الأرض، واعتبرت أصغر شخصية ضمن هذا التقليد الذي بدأته المجلة منذ العام ١٩٢٧. كما أنّها فائزة ب «جائزة نوبل البديلة» من منظمة رايت لايفليهود، وجائزة سفيرة الضمير لمنظمة العفو الدولية، وأدرجتها مجلة فوربس ضمن أقوى ١٠٠ إمرأة في العالم. أصدرت كتاب «المناخ»في العام ٢٠٢٢ وضمنته مقالات لمئة عالم وناشط ومفكر حول كيفية مكافحة أزمة المناخ. فضلاً عن مشاركتها في العديد من الإحتجاجات حول العالم الشعبية وأمام الهيئات الحكومية والدولية. كما إنخرطت لإيقاف الحرب في أوكرانيا وعلى غزة.
«في عام ٢٠٧٨، سأحتفل بعيد ميلادي الخامس والسبعين»
وقفت بملامحها الشابة خلال مؤتمر الأطراف الرابع والعشرين أمام كبار قادة العالم قائلة:
"في عام ٢٠٧٨، سأحتفل بعيد ميلادي الخامس والسبعين، وإذا كان لدي أطفال، فربما سيحتفلون بهذا اليوم معي. ربما سيتحدثون معي عنكم، ويسألونني لماذا لم تفعلوا شيئًا عندما كان لا يزال من الممكن العمل»، وأضافت : «لقد جئنا إلى هنا لنبلغكم أنّ التغيير قادم، سواء أعجبكم ذلك أم لا. القوة الحقيقية هي للشعب، أتحدث بإسم العدالة»