ولادة وحياة يوم 4 آب..!

ولادة وحياة يوم 4 آب..!

  • ٠٤ آب ٢٠٢٤
  • كاسندرا حمادة

طفلة لا تبلغ من العمر إلّا ساعات، انفصلت عن حضن أمها يوم الرابع من آب في تلك السنة المشؤومة. حفظتها يد الممرّضة من الدمار الهائل في ذلك اليوم، والرضيعة يُقال وكأنّها تجوّلت في شوارع بيروت، لتكون شاهدة على ما فعلته أيادي الظلم في المدينة، ولعلّه خير أن الرضيعة لن تحفظ بطبيعة الحال هذه المشاهد كلّ حياتها، فهي اليوم تبلغ من العمر أربع سنوات، لتكون لوحة أمل في يوم مظلم.

تقول باميلا مرشد، أم ريتا مرشد، أنّ ريتا كان الحبل الأول لها، وشاء القدر أن تكون ولادتها يوم الرابع من آب. في مستشفى الوردية- الجميزة، وضعت باميلا إبنتها الأولى ريتا. بعد ساعات من ولادتها، وكانت الأم وحدها في غرفة طابق الولادات في المستشفى، سمع الصوت الأول من إنفجار المرفأ، وما هي إلا ثوان محدودة، حتى غطّى الدمار والحطام الغرفة. هلعت باميلا لأخذ ابنتها والهرب بها ،إلّا أنّها لم تجدها!
بارتباك وخوف سألت باميلا  كلّ من حولها، لتعرف أنّ أحد الممرضات أخذت الفتاة بعد لحظة الإنفجار، وهرولت بها إلى خارج المستشفى، حيث من الممكن أنها توجّهت إلى مستشفى آخر. 
هنا بدأت رحلة البحث عن الممرضة والرضيعة الضائعة. 
هل ريتا، التي لم ترَ النور إلاّ لساعات، سليمة من أي ضرر؟  هل حقا كانت والممرّضة خارج المستشفى؟ 
اسئلة كثيرة تدور في رأس الأم المنهارة والعائلة التي راح كلّ من أفرادها يبحثون عن أي دليل لمعرفة مكان الفتاة. 
في تلك الأوقات، كانت الممرضّة تتنقّل من مستشفى إلى آخر، وهي تحمل الفتاة في أحضانها، حمتها من أي إصابة، وسط الدماء والحطام. وبين أحياء الجميزة والأشرفية وبيروت، دامت رحلة البحث عن ريتا التي استطاع الأهل، بعد خمس ساعات أخيراً الوصول إلى الطفلة والممرّضة. 
ريتا وبعد أربع سنوات من إنفجار المرفأ، تزّين عائلتها اليوم،  لتبقى شمعة لم تنطفئ في 4 آب، فكانت لها الحياة.